وقفة ..قلب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وقفة ..قلب
أنت معي ياقلبي أردت نصحك !!
نعم نصحك ..
فاسمعني ولو مرة واحدة ..
أيها القلب الحبيب ..
تذكر قول الرسول صلى الله عليه و سلم:
((إن في الجسد لمضغة إن صلحت صلح الجسد كله، وإن فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)).
أأدركت قيمتك، وما يترتب عليك من صلاح و فساد، بصلاحك يصلح الجسد كله، وبفسادك يفسد الجسد كله، يالك من عضو مهم، عضو تتوقف عليه كل الأعضاء، تعمل بأمره، وتنتهي بنهيه ..
النهاية ...
نعم النهاية ، حياة موت ، عقاب وثواب ، عزة وإهانة، وجنة و نار.
ما الذي تنتظره ايها القلب ؟
أنا أخاف عليك ؛لأنك قلبي، قطعة مني ، لا أفارقها و لا تفارقني.
جاء في الأثر أن رجلا فقد راحلته في الصحراء، وعليها زاده و شرابه،
ضاع كل شيء، ضاعت الحياة، ماذا ينتظر؟ إنه لا ينتظر شيئا سوى الموت.
وما ظنك - أيها القلب - بإنسان ينتظر الموت، يتحول نعيم الحياة إلى بؤس، تتحول أيامه و سنواته التي كان ينتظرها، يتحول غده الذي كان يرسم فيه آماله وطموحاته، كل ذلك يتحول إلى لحظات وثوان، لحظات ينتظر فيها الإنسان النهاية، موته في الفلاة الواسعة ، لن يعلم به أحد، سباع مفترسة ووحوش ضارية جميعها فرح بذلك الصيد الجديد، الكل يستعد لهذه الفريسة، إنها ستمزقه إلى أشلاء.
لا ليس هناك أشلاء ستبقى، سيصير بعد لحظات وكأنه ماكان على هذه الدنيا، وقد ذهب هذا الرجل الميت ينتظر الموت كي يقضي على البقية الباقية التي تبقت في نبضاته اليائسة، وفي أنفاسه المكلومة، ما هي إلا لحظة ويظهر الفرج، إنها راحلتي ، إنه متاعي ، إنه زادي ، إنها حياتي ...
نعم إن الحياة عادت لي، أشعر بها، نبضات قلبي تتزايد وتضطرب ،اللهم لك الشكر لأنك أعدت لي الحياة مرة أخرى ...
((اللهم أنت ربي وأنا عبدك))
أخطأ من شدة الفرح، أراد أن يقول
((اللهم أنت ربي و أنا عبدك))
كلمات شكر بهذا الفرح وهذا العثور على الحياة مرة أخرى, انظر أيها القلب إلى هذه الفرحة الغامرة التي ملأت قلب هذا الرجل، هل تتفق معي أن هذه فرحة كبيرة ما كان ليحصل عليها لولا أن تغمده الله برحمته؟ ففرحة الله بعبده التائب أشد فرحا من هذا الرجل.
أيها القلب :
اجعل خفقاتك تسبيحا و نبضاتك تكبيرا واستغفارا، حول وجهتك إلى مولاك، وبارئك، وابتعد عن وجهه الشيطان، إنه لا يريد بك إلا شرا، وحزنا، وألما, وغما, وكمدا, وهما, وحسرة، وندامة، إن له هدفا يسعى جاهدا لتحقيقه، إن الشيطان قد أقسم بعزة الله ليغوينك
( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ )
أيها القلب الصديق الحبيب ..
ما زال الطريق أمامك، وما زال فيك نبض حياة، ومازال بك شعور و إحساس، فاستغفر ربك من الحياة السابقة، واستعد لعمل الخيرات في حياتك القادمة، وتذكر مغفرة الله ورحمته، وإحسانه و فضله، وعفوه، وكرمه، وجوده وعطائه، وسخائه
وبادر إلى الأعمال الطيبة، ولا تنس قول الرسول الكريم
((كل ابن آدم خطَاء، وخير الخطائين التوابين)) .
القلب يمرض كما يمرض الجسم وشفاؤه بالتوبة ويصدأ كما يصدأ المعدن
وجلاؤه بالذكر ويعرى كما يعرى الجسد وزينته التقوى
ويجوع كما يجوع البدن وطعامه محبة الله
و التوكل عليه فويلٌ لمن انشغل بطعام جسده ولباسه
وزينته وترك قلبه عاريا مظلما مريضا جائعا
جعلك الله من القلوب التي تلين وتخشع في ذكر الله،
وتعود إلى الحق، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى